أقوال

إن الأمة المستعبدة بروحها وعقليتها لا تستطيع أن تكون حرة بملابسها وعاداتها .(جبران خليل جبران) _______ الصمت ينطق، والخوف ينتصر على نفسه، والجدار السميك يصبح أشلاء متهاوية على الأرض. (عقل العويط)

الأربعاء، 16 مارس 2011

لا للتخريب




ينبغي علينا أن نعي المشكلة التي تخص مجتمعنا في الوقت الحالي التي أدت إلى حصول ذلك الخراب والإضرار بالكثير من المنجزات والمكتسبات التي حققتها السلطنة، فالمطالبة بالحقوق والحريات لا تعني أبدا التكسير والحرق بل إن ذلك يعارض أهداف المسيرات و يؤثر عليها سلبا، فالمصلحة المشتركة بين أبناء الوطن هي استمرارية تلك المنجزات وتطورها، و لا ريب في أن هذا المرحلة التي يمر بها الشباب تحتاج إلى التكاتف من قبل الجميع لاحتواء المشكلة قبل أن تتفاقم وتشكل خطرا على المؤسسات والمنشآت، فنزعة التكسير والتخريب التي غلبت على بعض الشباب ليست من الوسائل التي تطالب بحرية الرأي والتعبير بل هي الفوضى التي غَلّبت السلوك المنحرف الموجود لدى بعض الفئات بدون وعي لخطورة ما يقومون به من أفعال هادمة لمنجزات الدولة التي هي في الأساس منجزات لهم وللمستقبل أجيالاً.
في الوقت الراهن نحتاج إلى تكثيف جهودنا من أجل حماية المنجزات والممتلكات وحماية حرية التعبير من أجل أن لا يرتبط اسمها بهذه الأفعال المرفوضة، بالتواصل مع الشباب وتوعيتهم بالطرق الهادئة الفعالة لاحتواء المشاكل التي أدت إلى تلك التصرفات، وردم تلك الفجوة المتسعة بين المؤسسات الحكومية ومطالباتهم وحقوقهم، ولنشر الأسلوب الحضاري والإنساني على جميع الموجات الإعلامية، فعلى الإعلام أن يصبح في هذه المرحلة صوت الشباب ساعيا إلى إحداث التقارب بين متطلبات الشباب وحاجات المجتمع. لنكن حريصين جدا في حمايتهم وحماية تلك المنجزات من الضياع، كما أنه يجب التكاتف بين الأجهزة الأمنية والأهالي لحفظ الأمن والنظام في مختلف المناطق والحيلولة دون وقوع أية خسائر بسبب تلك الممارسات، إذ عوضا عن التخريب ينبغي العمل على إيصال مطالب الناس الإصلاحية بطريقة هادئة وفعالة للمؤسسات المطلوب منها تحقيق تلك المطالبات.
هناك ما أخشاه أكثر من تخريب الممتلكات والمنشآت، إذ أتوجس خشيةً من التخريب الفكري الذي تسعى إليه فئات تبث سمومها في حراك الشباب مقصدها الإضرار بالحريات الفردية والعامة التي تكفلها الدولة ويحظى بها المجتمع، وأعني هنا الحريات الشخصية وبعض جوانب الانفتاح والعصرنة في الحياة المدنية، إذ أن هناك أصوات تسعى لإشاعة مطالبها مستغلة مناخ حرية التعبير الذي يعم مختلف الاعتصامات، وذلك لتمرير أجندات ماضوية أو متشددة تقمع حريات الآخرين وتقسم المجتمع إلى أجزاء صالحة وطالحة بحسب مفهومها الضيق والتعسفي.
 فليكن الأسلوب الحضاري الإنساني المسالم للمظاهرات والاعتصامات والإضراب هو الذي يوصلنا إلى ما نريد من حرية الرأي والتعبير، فذلك هو جوهر الكفاح والسعي من أجل الحرية، وهو دليل التمسك بحضارية مبدأ المطالبة بالحقوق. فلنكن أداة للإصلاح والتغيير والحرية وليست أداة للتخريب.. من أجل مشروعية مطالبنا وحريتنا وحقوقنا وحتى لا يرتبط العنف بمطالبنا.. لا للتخريب.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

أوفقك في الرأي قلباً زميلتي عادلة، بالفعل هناك من يستغل المظاهرات لترويج لأفكاره المتخلفة الرجعية ولركوب الموجه لتحويل عمان إلى صومال أو أفغانستان أخرى
هؤلاء يجب أن ننتبه لهم جيداً ، أمثال هؤلاء شاهدتهم في بركاء وفي الشرقية