أقوال

إن الأمة المستعبدة بروحها وعقليتها لا تستطيع أن تكون حرة بملابسها وعاداتها .(جبران خليل جبران) _______ الصمت ينطق، والخوف ينتصر على نفسه، والجدار السميك يصبح أشلاء متهاوية على الأرض. (عقل العويط)

الأحد، 9 سبتمبر 2012

حافلات المدارس




تستقبل المدارس مطلع الأسبوع القادم طلابها، كما تستقبل جميع المحافظات زحمة الطرق التي تتركز خلال الأسابيع الأولى من الدراسة، وسيكون طلابنا تحت رحمة تلك الشوارع خلال فترة السنة الدراسية بطولها. والمؤسسات التربوية معنية بتوفير خدمات من شأنها أن تحافظ على الطلبة وإيصالهم إلى بر الأمان بأفضل وأجود الطرق العلمية والعملية.. والتنقل كذلك. فهل وضعت معايير وشروط جديدة من شأنها أن تكفل تحقيق سلامة الطلبة والمحافظة على حياتهم، وصياغة مشروع قانون يحكم حركة الحافلات المدرسية في ضوء ازدياد حوادث الطرق؟
فبحسب إحصائية الإدارة العامة للمرور لحوادث حافلات المدارس من 1/ يناير /2011 إلى 26 ابريل 2011، كانت 15 حادثا و219 إصابة، و 8 وفيات.
نحن بحاجة إلى لجنة متابعة الحافلات المدرسية لرصد الأداء طوال فترة السنوات الدراسية، ومهمة تلك اللجنة متابعة حركة الحافلات المدرسية في الشارع ووضع قوانين للالتزام أثناء القيادة والالتزام بالعمل، والتدريب والتأهيل لسائقي الحافلات، والوقوف حول المشاكل التي يتعرضون لها أو مشاكل الطرق، ومتابعة سلوكهم أثناء القيادة، لتحقيق سلامة الطلبة والمحافظة على حياتهم، وصياغة قانون يحكم حركة الحافلات المدرسية، كما تعمل تلك اللجنة على متابعة المركبات والصيانة الدورية للإطارات وأحزمة الأمان ونظافة الحافلات والإنارة والمكابح، فالحافلات قديمة ومتهالكة والتكيف سيئ أو مغلق.
كما أنه من الملاحظ للأسف أن غالبية سائقي الحافلات من صغار السن المتهورين وغير المتمرسين بالقيادة المثالية لحافلة تضم أرواح طلابنا، أو كبار السن الذين يكونون في الغالب لديهم مشاكل ضعف النظر وعدم المقدرة على التعامل مع بعض التصرفات المسيئة للطلبة أو عدم مقدرتهم على تحمل انتظار اكتمال عدد الطلبة في الحافلة، كما أن الطاقة الاستيعابية لعدد الطلبة في الحافلة يتم تجاوزها من قبل السائقين، فيؤدي إلى تراكم الطلبة في الحافلة الواحدة.
والجدير بالذكر إن المناقصة التي تعمل بها اغلب مديريات المحافظات ترسى "للأسف" للأقل سعرا وجودة في شأن حافلات المدارس، فالحافلات غالبا ما تكون في حالة يرثى لها وما عادت الصيانة تجدي نفعاً في تجديد مقدرتها للنقل الصحيح والصحي.

وكخطوة أولية تواكب المعايير المعمول بها على مستوى العالم، من الجيد إنشاء شركات في مختلف المحافظات، متخصصة بحافلات المدارس، تضم سائقي الحافلات إليها للاهتمام بهم وتهيئتهم قبل عملهم في الحافلات، وعلى ضوء هذه الخطوة يضمن سائق الحافلة الاستقرار الوظيفي ويؤمن وضعه الاجتماعي والصحي وغيره، وتقلل من نسبة المشاكل التي تحدث كل عام بين سائقي الحافلات والمدارس، أسوة بالدول المجاورة التي اعتمدت منذ سنوات على هذه الشركات في تهيئة نقل الطلبة ومتابعة اللجان المنظمة لعملها، كما إنها اضافت تقنية نظام (GPS) لتعقب الحافلات المدرسية لتلافي العديد من المشاكل وبخاصة تلك التي تحدث مطلع كل عام دراسي نتيجة عدم معرفة بعض أطفال الروضة بأماكن إقامة أسرهم، ولكن مع تطبيق هذا النظام يستطيع ولي الأمر تعقب الحافلة ومعرفة مكانها والاتصال بسائقها وتحديد عنوان السكن.
ونحن بحاجة إلى جهود مشتركة من شأنها التقليل من حوادث الطرق عن طريق رفع مستوى وعي مستخدمي الطرق لإفساح الطريق للحافلات المدرسية في الشارع كي تصل إلى المدرسة بأمان وفي الوقت المحدد، وترك مساحة بينها وبين بقية المركبات، والتقليل من السرعة، فهي في الأول والأخير تحمل أبناءنا الطلبة.
كما إننا بحاجة إلى جهود إدارة المرور في توفير نقاط لوقوف حافلات المدارس تكون بمساحة واسعة تسمح للطلبة النزول بأمان بدون مفاجآت من شأنها أن تتسبب في حادث مؤسف، فأغلب حوادث المدارس سببها رجوع سائق الحافلة للخلف بدون تركيز وقلة مساحة الموقف للطلبة الذين لم تسمح لهم المساحة بالابتعاد عن إطارات الحافلة.
كما نحتاج إلى توافر مشرفين ومشرفات لمتابعة سير الحافلة وتنظيم أماكن الطلبة ونزولهم و ركوبهم الحافلة، كما إن وقوف وازدحام الطلبة في الحافلة يتسبب بفقدان تركيز السائق، ويكون غالبا احد أسباب الحوادث أو خروج الحافلة عن الطريق، وعمل المشرف سيسهم في متابعة الطلبة والسائق، كم سيهيئ الطلبة من صغار السن للتأقلم مع جو الحافلة، وزرع الطمأنينة للطالب، ليس فقط في بداية الأيام الدراسية بل طوال السنة، وإقامة ورش تدريبية للمشرفين وسائقي الحافلات بهدف التوعية وإرشادهم بأمور الأمن والسلامة في الطريق.
مطلوب كذلك بذل جهود مشتركة من أولياء الأمور الذين يهيئون أبناءهم قبل أيام من بدء المدرسة على التأقلم مع توقيت الحافلة والتصرف الحسن في الحافلة، والاعتماد على النقل بالحافلة من بداية الأسبوع الأول للمدارس، مما يقلل من الازدحام في مواقف المدارس، والشوارع.