أقوال

إن الأمة المستعبدة بروحها وعقليتها لا تستطيع أن تكون حرة بملابسها وعاداتها .(جبران خليل جبران) _______ الصمت ينطق، والخوف ينتصر على نفسه، والجدار السميك يصبح أشلاء متهاوية على الأرض. (عقل العويط)

الاثنين، 7 مارس 2011

الاعتصام .. رؤى مستقبلية واعدة




العناصر الأساسية لقيام مجتمع حديث وغني ثلاثة: الموهبة (مستوى التعليم وعدد المتعلمين والطبقة المبدعة)، التقنية (عدد براءات الاختراع وحجم ميزانيات الأبحاث والتطوير)، التسامح (القيم واحترام الأفراد مهما كان دينهم وحقوق المرأة والديمقراطية والعلوم).
ريشارد فلوريدا


ما يمر به الشباب لهو الرغبة بالتغيير وإثبات الوجود والمقدرة على إحداث حراك على مجمل الساحات في المجتمع، فالاعتصام القائم الآن بجانب مجلس الشورى يوضح الفجوة التي كانت قائمة بين المؤسسات الحكومية ومتطلبات الشباب، فلماذا لا نستفيد من ذلك الحراك والعزيمة القائمة بأيدي أولئك الشباب لبلورتها نحو مساعي بناءة تخدم الجميع وتحقق أكبر قدر ممكن من التقارب بينهم؟ فذلك الاعتصام هو الحل الذي انتهجه الشباب المثقف والمطالب بحقوقه وحرية تعبيره عندما لم يجدوا أذنا تصغي لهم ولطموحهم من أجل إيجاد حلول لقضاياهم. لابد من تسليط الضوء عليهم فهم الجوهر الذي يحتاج إليه المجتمع القائم بعزم شبابه والراغب في تحقيق التطلعات المنشودة كأسلوب جديد لترابط وحدة المجتمع.
من الضروري التكاتف بين أبناء الوطن الواحد، فهؤلاء الشباب ليسوا غرباء عن وطنهم بل عانوا من ضغوط وصمت طويل، ولم تنشأ مطالبهم واعتصامهم من لا شيء، وأصبح من اللازم على الدولة التوسع نحو القادم والمتغير من أجل استيعاب النشاط الشبابي من تطلعات وسعي إلى الأفضل لإنتاج جيل جديد من الحرية والديمقراطية.
يثير التجاهل لدور الفئة المثقفة من قبل المؤسسات السياسية الحنق لدى الشباب، فالانتفاضة الشبابية تطالب بإصلاحات تحسن الظروف الاقتصادية والسياسية، التي دون شك قد تلاقي اعتراضات شديدة من قبل الطبقات القديمة الذين تعودوا على نمط معين ومحدد من القوانين وطريقة العيش لا يرغبون بتغييره وبالتالي قد يمارسون ضغوطا للحيلولة دون تغييرها من أجل المحافظة على امتيازاتٍ تكفل لهم الاحتفاظ بمواقعهم ومصالحهم الشخصية الضيقة، ويعيشون قلقا من فكرة التغيير، وواجب الشباب في مثل هذا الوقت طمأنتهم بأن دورهم أساسي من أجل المجتمع الذي يسعى من أجل الإنتاج على أساس الاتحاد مع جميع الفئات، فصنع القرار أصبح في متناول الجميع ونحن في مرحلة حساسة من أجل تحقيق ذلك.
الشباب لا يرضى بالرجوع إلى الخلف ولا يمكن أن يتنازل عن حقوقه وحريته، وذلك هو التقدم الذي نرغب بأن ينشأ في أي مجتمع إنساني لا تشوبه شابه تؤثر على نهضته المدنية التي يجب أن تبنى بأيديهم وأفكارهم الخلاقة.
الصد والإقصاء يؤدي إلى عواقب ونتائج سلبية تؤثر على الأنشطة الديمقراطية الواجب توفرها في الدولة وعلى المسيرة الإنتاجية، وعلى أبعاد مختلفة أخرى تتعلق بالتفاعل المسئول من قبل كل فرد، فلابد للمجتمع إذا ما أراد أن تتوفر فيه عناصر التكافل والاندماج أن يشارك جميع أفراده في الخدمات التي تقدمها المؤسسات بالتساوي على أسس المواطنة، ودعم خطط الشباب التي تتركز في الجانب الصحي والإسكان والدخل والبطالة والضمان الاجتماعي والتقاعد.
برزت رؤى جديدة باعتصام ومسيرة الشباب بأخذها توجهات ومطالبات مكثفة حول تكافؤ الفرص وأساليب المعيشة بين الجميع، والتصدي للتحديات التي قد تؤثر على حريتهم وحركتهم، وأسهمت في إبراز طاقاتهم وتوجهاتهم التي أدت إلى تشكيل رؤى مستقبلية واعدة مليئة بالخبرات والطاقات الإبداعية التي ستؤثر بشكل إيجابي على الحركة الاقتصادية في المجتمع،  ووجب على المؤسسات المسئولة القيام بمسؤوليتها على أكمل وجه من أجل ازدهار سوق العمل وتحقيق المصلحة العامة والأهداف المشتركة.
لابد للتغطية الإخبارية للوقائع أن لا تقتصر على مجرد الوصف بل يجب أن تنقل الموقف كاملاً وعدم التحيز غير المنصف أو إغفال بعض الوقائع وتغييرها، فهذا يؤدي إلى تشتت وعي المواطن المتابع لمجريات الأحداث، وبالتالي يؤثر سلباً على حركة المعتصمين الذين يستمدون قوتهم من دعم جميع الأطراف المعنية بالحدث. فبالروح والمشاركة الجماعية والأسلوب المشترك نستقبل حاضرا مليئا بالحراك الثقافي والسياسي. ولنخرج من تلك الدائرة الضيقة التي قد تؤثر في الحركة الشبابية من تكاسل وتقاعس عن الدور المنوط بنا في خدمة المجتمع، ولنستقبل مجتمعا حديثا وغنيا بالموهبة والتقنية والتسامح بين جميع فئاته بالتساوي.


هناك تعليق واحد:

abo turki يقول...

لاشك أننا اليوم نعيش عصرا جديدا بما يحويه من انبثاق للأمل الواعد

ولا شك عندي كذلك من هبوب رياح التغير على عمان لتعيش عصرا ذهبيا ان شاء الله .