أقوال

إن الأمة المستعبدة بروحها وعقليتها لا تستطيع أن تكون حرة بملابسها وعاداتها .(جبران خليل جبران) _______ الصمت ينطق، والخوف ينتصر على نفسه، والجدار السميك يصبح أشلاء متهاوية على الأرض. (عقل العويط)

الأربعاء، 3 أبريل 2013

اليوم العالمي للتوحد


مرض التوحد من أكثر الامراض المنتشرة لدى فئة الاطفال تحديداً، ويعتبر حالياً من أخطر الأمراض التي يتعرض لها الدماغ، فهو يعطل أهم وظيفة بالدماغ لدى الطفل المتمثلة بالتواصل والتفاعل والشعور بما يحدث مع من حوله ومع العالم تباعاً، فالطفل الطبيعي اثناء مراحل نموه يعمل دماغه على تفسير الاشياء التي يراها ويلمسها، فيحاول تحديد رائحتها أو صوتها أو طعمها وملمسها، ولكن الطفل المصاب بمرض التوحد يصعب عليه فهم أو الاستماع أو اللعب أو تفسير وتعلم تلك الاشياء التي تتواجد من حوله، ومرض التوحد لا يعرف حدوداً جغرافية، وهو يؤثر في الافراد والاسر في كل قارة وفي كل بلد.
تختلف شدة اعراض مرض التوحد من طفل لأخر، فهي آحياناً تظهر بصورة الانزعاج أو الضيق الشديد من الاصوات العالية، وفي بعض الحالات لا تظهر لديها هذه الاعراض، ولكن قد تظهر لديهم بصورة عدم المقدرة على استيعاب العواطف أو فهمها وايصالها للآخرين، وبحسب الاحصائيات فأن طفلا من بين 88 طفل معرض لمرض التوحد، وتفيد التقارير كذلك بأن مرض التوحد أكثر شيوعاً لدى الذكور بنسبة 5 مرات عن الاناث، كما اظهرت الاحصائيات بأن الاطفال الذين يولدون من آباء كبار بالسن أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، وهناك نسبة بسيطة بالنسبة للأطفال الذين يولدون قبل الأوان أو الاطفال الذين يولدون بوزن أقل، وتظهر بصورة واضحة لدى العوائل التي لديهم أمراض وراثية أو امراض في الكروموسات، كما تظهر اعراض اجتماعية اخرى لمرض التوحد متمثلة بصورة ضعف في التواصل مع أفراد العائلة بمعنى أن الطفل المصاب لا يهتم بوجود الآخرين ولا تظهر لديه مشاعر مثل الحزن أو الفرح كما أنه لا يحب أن يختلط مع الاطفال الآخرين، كما تظهر لديه صعوبة في النطق أو تكرار جملة وترديدها بدون وعي أو قد يكرر حركات بجسده وتستمر معه تلك الحركة أو الكلمة لفترة زمنية طويلة.
التوحد قد يؤدي إلى إعاقة تستمر طيلة حياة الفرد أن لم يتم معالجتها ومحاولة استيعاب أسبابها وتحديد الطرق الصحيحة الصحية اللازم توافرها لعلاج الحالة، ويرى الاطباء أن الاطفال المصابين بمرض التوحد يجب دمجهم مع الاطفال الغير مصابين ولكن بصورة يجب أن تتوافر فيها الادوات والكادر الوظيفي التخصصي المدرب على التعامل مع مثل هذه الحالات، فهناك اعراض تظهر بصورة تشنجات لاإرادية مثل نوبات اهتزاز ونوبات عنيفة يمكن أن تعالج وتدار اذا بذل الافراد والكادر التخصصي الفهم والاستيعاب لتلك الحالات، وأفضل علاج لمرض التوحد باعتباره ليس مرض وانما حالة فريدة تستوجب الاهتمام والمتابعة وطولة البال من قبل الاشخاص المتواجدين حول "المريض".
وكنوع من التوعية للأفراد عالمياً تم تحديد الثاني من أبريل (يوم أمس ) من كل عام يوماً لمرض التوحد، للإشارة إليه وتسليط الضوء عليه من أجل رفع مستوى الافراد عن مرض التوحد واهمية السرعة في استيعاب اسبابه ومعالجته، وفي عام 2010 أضاءه منظمة  Autism Speaks اللون الازرق على حملة للتعريف عن المرض والتوعية حوله، وانارة المباني البارزة حول العالم باللون الازرق تضامناً مع هذه الحملة، وأصبح اللون الازرق لون التضامن والتعريف عن مرض التوحد.
نحن بأمس الحاجة إلى حملات توعية عن مرض التوحد، فأغلب الافراد للأسف يجهلون عن المرض وأسبابه أو ما هي الحلول التي تساعد الأسر المعرضة أطفالهم إليه على التكيف داخل المنزل أو خارجه، كما أنهم بأمس الحاجة للاستماع إلى مطالبهم، بالإضافة إلى تقديم ندوات ودراسات متخصصة حوله، وطرح أحدث المستجدات العلمية والعلاجية في مجال التوحد، فنحن تنقصنا للأسف المراكز البحثية التي تعنى بتشخيص الحالات وطرق علاجها والتوعية حولها، مع ضرورة مشاركة خبرات عالمية من دول اخرى تساهم في خلق تواصل يساعد على سرعة تشخيص الحالة، ويجب على وزارة الصحة وضع احصائية تحدد نسبة انتشار مرض التوحد في السلطنة لاستيعابها وتشخيصها بصورة صحية ومرضية ومواجهة التحديات والصعوبات التي تواجهه، وتوفير كادر طبي متخصص قادر على التعامل واستيعاب وفهم مثل هذه الحالات، ولا يتم ذلك إلا بتوفير الجهود العلمية والعملية المدروسة.
ولتسليط الضوء حول مرض التوحد ستقام في الثامن والتاسع من هذا الشهر في معهد القضاء العالي بمحافظة الداخلية ولاية نزوى ندوة تعريفية عنه من قبل المديرية العامة للتربية والتعليم يحاضر فيها مجموعة من المتخصصين حول هذا المرض.

نشرت في جريدة الرؤية بتاريخ 3/ ابريل/2013



ليست هناك تعليقات: