أقوال

إن الأمة المستعبدة بروحها وعقليتها لا تستطيع أن تكون حرة بملابسها وعاداتها .(جبران خليل جبران) _______ الصمت ينطق، والخوف ينتصر على نفسه، والجدار السميك يصبح أشلاء متهاوية على الأرض. (عقل العويط)

الأربعاء، 6 مارس 2013

برنامج الخليج العربي للتنمية ( أجفند)


قدمت لي دعوة لحضور مؤتمر منظمة أجفند الذي أقيم في دولة الفلبين في العاصمة مانيلا، وهي منظمة إقليمية تنموية مانحة، مقرها مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية، تأسست في عام 1980 برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز، ومن الملفت في هذه المنظمة الإنسانية المميزة أنها تعني باستدامة التنمية البشرية عن طريق تخفيف حدة الفقر ، وأن تتمكن الفئات الضعيفة (المرأة والطفل، وكبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة، والنازحون، واللاجئون) من ممارسة حقوقها في الحياة الكريمة اجتماعياً واقتصادياً في ظل التشريعات الوطنية والدولية التي تتناسب مع مجتمعها، وأن تتحسن ظروف معيشتها وأن تتوفر لها الخدمات الأساسية وتتاح لها فرص التعليم والرعاية الصحية والعمل، كما أنها تعني بنشر الأمن والسلام في المجتمعات البشرية.
وبهدف حفز وتشجيع الابتكار والإبداع في مجالات التنمية البشرية  تأسست في عام 1999 جائزة أجفند الدولية للمشاريع التنمية البشرية الريادية، للسعي على تركيز العمل التنموي لدعم مفاصل التنمية البشرية وتحقيق هدف الاستدامة والاستثمار في الإنسان في كل المجتمعات، وتعتبر هذه الجائزة الأولى من نوعها التي تركز على اكتشاف المشاريع التنموية الناجحة، وتسعى إلى تكريمها وتمويلها والتعريف بأفكارها وابتكاراتها الإبداعية التي تساهم في تطوير العمل التنموي، فجائزة أجفند للمشاريع تعمل على البحث عن العوامل الرئيسية التي تعوق العملية التنموية وتؤثر على المجموعات الضعيفة وبصفة خاصة النساء والأطفال في الدول النامية. وهذه تشمل الفقر، والإقصاء الاجتماعي، والتهميش الاقتصادي الاجتماعي والتعليم والصحة.
جائزة أجفند للمشاريع التنموية تلقي الضوء على التجارب والخبرات التي لم يسبق التطرق إليها من حيث تركيزها على تفعيل دور الإنسان العملي وتطبيقه على أرض الواقع كمساهمة منه لخدمة مجتمعه، فهي تقترح لكل عام موضوع الجائزة التي يجب أن تركز عليها في البحث عن المشاريع المميزة والمبدعة، على سبيل المثال موضوع الجائزة في عام 2010 كان حول دور المنظمات الأممية والدولية في دعم وتعزيز سياسات الدول النامية وبرامجها لتنمية المجتمعات النائية والريفية من خلال تقنية المعلومات والاتصالات، الفائز الأول في هذا الموضوع كان البرنامج المتكامل لتطوير واحة سيوة ( في مصر ) باستخدام تقنية المعلومات والاتصالات (تم اختياره فائزاً من بين 5 مشروعات )، وواحة سيوة تعتبر منعزلة لصعوبة الوصول إليها بسبب وجودها في منطقة صحراوية، . ودعم هذا التعاون الأنشطة التنموية للقضاء على الأمية من خلال تدريب المجتمع وتنظيم حملات التوعية الصحية فضلاً عن تعزيز العيادات المحلية وتشجيع خدمات بوابة المشاريع الصغيرة والمتوسطة للمجتمع، وهناك المشاريع الفائزة لعام 2012 التي كان موضوعها في مجال ( الأمن الغذائي للفقراء) فاز مشروع حصاد المياه بجائزة الفرع الثاني ( 150 ألف دولار)، المخصصة للمشروعات التي نفذتها الجمعيات الأهليـة في مجال ". جهود الجمعيات الأهلية في تطوير مهارات الفقراء وقدراتهم لزيادة إسهاماتهم في أنشطة الأمن الغذائي في المجتمعات الفقيرة، المخصص لمشاريع الجمعيات الأهلية)، وقد نفذته في جمهورية الهند جمعية تطوير العمل الإنساني، وبالنسبة إلي يعد هذا المشروع من المشاريع الملفتة التي ركز على حصر مياه الأمطار وتجميعه والاستفادة القصوى منه، وبذلك فأن المشاريع تخلق إبداعات إنسانية لم يتلفت إليها أحد مسبقاً وطورت من القدرات العلمية في الاستفادة من العناصر الطبيعية لتنمية الوضع البشري.
كما تم خلال المؤتمر الذي أقيم في الفلبين إعلان  اللجنة موضوع الحد من ظاهرة أطفال الشوارع) لجائزة (أجفند) في العام 2013م، والذي سيساهم في البحث عن المشاريع التي ستجد حلول للحد من هذه الظاهرة، وأنا في شوق لمعرفة الابتكارات التي ستخلق في عالم المشاريع لتنمية هذا المجال، فمسألة اختيار المشاريع الفائزة تمر على لجنة تضم عدد من الشخصيات العالمية البارزة  وهم : السنيورة مرسيدس مينافرا دي باتلي، السيدة الأولي سابقا في الأورجواي ورئيس جمعية الجميع من أجل أورجواي والرئيس الفخري لعدد من الجمعيات التنموية في اورجواي، البارونة إيما نكلسون ، عضو البرلمان البريطاني، والمؤسس ورئيس جمعية أعمار الدولية الخيرية، معالي الدكتور أحمد محمد علي ، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية ، البروفيسور محمد يونس، الفائز بجائزة نوبل للسلام 2006م مؤسس بنك غرامين، ورئيس مركز يونس، ، والدكتور يوسف سيد عبدالله المدير العام السابق لصندوق أوبك للتنمية الدولية.
ضخامة العمل الإنساني لهذه المنظمة استرع انتباهي لعدم توافر التغطية الإعلامية في الدول العربية عموما والدول الخليجية خصوصا، بالرغم مما تقدمه من مشاريع تسهم في التنمية البشرية وتساعد على خلق مشاريع تقلل من المخاطر والصعاب التي تواجهها الفئات المستضعفة في المجتمعات العالمية عموما، ونحن بحاجة للبحث عن المشاريع ألابتكاريه التي من الممكن أن تكون أحد المشاريع الممولة والفائزة في هذا المنظمة الإنسانية بحق، فتحية كبيرة ملؤها احترام وتقدير لا يضاهي للقائمين على المنظمة وعلى رأسهم سمو الأمير طلال بن عبد العزيز.

نشرت بجريدة الرؤية بتاريخ 6/ مارس/2013




ليست هناك تعليقات: